أساسيات نظرية الألوان في تصميم الجرافيك

by madar
April 13, 2020

نفترض إنّك فوَّت حصّص العلوم في الإعدادية عن الضوء والإبصار، ونحاول نبسِّط لك الموضوع سريعًا. البصر عملية معقّدة. لكن باختصار، مستقبلات الضوء في عيوننا تنقل الرسائل لعقولنا، اللي بدورها تنتج ادراكنا واحساسنا بألفة الألوان. لأن أي شيء يعكس ألوان بعينها، ويمتصّ الباقي. إحنا ندرك الألوان المنعكسة فقط، لأن -لو لم تكن تعرف- الألوان ليست متأصلة في الأشياء والموجودات حولنا -حسب استنتاج السير نيوتن.

الدراسات اللّي راقبت سلوك المستهلكين قالت إنّ الغالبية بحثهم لا يكون عن اسم الشركة أو شعارها الدعائي -Logo، لكن «لون» المنتج المألوف. وفي الحقيقة، قرارهم النهائي لشراء منتج معين دونًا عن غيره مبني على الألوان لوحدها! لذلك، سواء أنت واحد من المصمّمين أو روّاد الأعمال أو مطوّري المشاريع، فضروري جدًا إنك تستثمر وقت ومجهود كافي في اختيار ألوان الهويّات البصرية Visual Identity لا يقل عن مجهود التسويق والحسابات وغيرها!

الألوان زي ملكة النحل، لها تأثير كاسح ومحوري على كل العناصر، مش بس على الطابع والمعنى العام للتصميم، ولكن للشركة كلها. عشان كده هي في مقدمة أهم وأقوى عناصر نجاح وفعالية التصميم والهوية البصرية بأكملها. ليه؟ لأن منها لوحدها يقدر المصمّمين والمسوّقين يتنبأوا بوصول رسالتهم لجمهورهم بنجاح!

في الفنون البصرية، فيه علم نظري يشرح طريقة توظيف الألوان بشكل صحيح اسمه «نظرية الألوان». وهو منهج ثابت لازم على كل سواء من الخبراء والمبتدئين اتّباعه والالتزام م به في تصاميمهم. نظرية الألوان بتشرح بالتفصيل الكيفية السليمة لتفاعل ومزج الألوان مع بعضها لتوصيل معاني ورسائل بعينها، وإزاي هيستوعبها الجمهور في النهاية.

بالرغم من وجود عدد لا حصر له من قواعد وتعريفات نظرية الألوان، إلا أن الخبراء قسّموهم إلى ثلاث تصنيفات أساسية يمكن لأي شخص الرجوع إليها:

  • عجلة الألوان – Color wheel.
  • تناغم الألوان – Color harmony
  • السياق – The context

1) عجلة الألوان:

تقسّم الألوان في عجلة الألوان إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية وهي:

  • الألوان الأساسية – Primary colors
  • الألوان الثانوية – Secondary colors
  • الألوان الثلاثية – Tertiary colors

1) الألوان الأساسية – Primary colors: الأحمر والأخضر والأزرق

وهي الألوان الأساسية اللّي لا يمكن إنتاجها وتشكيلها من مزج الألوان ببعضها، غير أنه يتم تشكيل درجات الألوان الأخرى من دمج هذه الدرجات الثلاث.

الألوان الأساسية

2) الألوان الثانوية – Secondary colors: البرتقالي والأخضر والأرجواني.

وهي الألوان التي يتم إنتاجها بدمج الألوان الأساسية.

وهي الألوان التي يتم إنتاجها بدمج الألوان الأساسية والثانوية معًا.

الألوان الثانوية

3) الألوان الثلاثية – Tertiary colors: الأصفر-البرتقالي، الأحمر-البرتقالي، الأحمر-الأرجواني، الأزرق-الأرجواني، الأزرق-الأخضر، الأصفر-الأخضر.

2) تناغم الألوان – Color harmony:

في نظرية الألوان، تتشكّل مجموعات الألوان المتناغمة (تُعرف كذلك بـ Color schemes) من استخدام أي لونين موجودين في اتجاهين مختلفين في عجلة الألوان، أو ثلاثة ألوان بينهم مساحات فاصلة متساوية (على شكل مثلث)، أو أربعة ألوان تشكّل مستطيل. ولازم على كل تلك الألوان إنّها تبقى في تناغم وملائمة بغض النظر عن زاوية دوران عجلة الألوان.

التناغم أو التناسق بمفهومه العام هو ترتيب العناصر بشكل مريح للعين. بدون التناغم في أي تطبيق فنيّ أو عملي، فهيكون كل شيء فوضوي وهامد. في التصميم بالذات، يلفت التناغم نظر وانتباه الناظرين، ويخلق حالة فريدة من الترتيب والتوازن البصري، والذي يقود بدوره لمزيد من التنظيم والتوصيل الفعّال للمعاني.

أيوة..اختيارات الألوان أقرب للتفضيلات الشخصية ، لكن الأصل أنه ليس أي لون يوافق كل الألوان الأخرى بشكل عشوائي، لأن فيه علم ونظريات لضمان تحقيق التناغم بين الألوان. وأشهر النظريات هي:

  1. الألوان المماثلة:
    وهي الألوان الموجودة جنب بعضها في عجلة الألوان. وهي عادةً موجودة في الطبيعة، وبطبيعتها مريحة ومحبّبة للعين. في استخدام نظام الألوان المتماثلة، اختار ألوان فيها درجة تباين كافية – contrast. واختار ثلاثة ألوان: لون سائد – Primary ولون فرعي-Secondary ولون تأكيدي – Accent. .

  2. الألوان المتكاملة:
    وهي الألوان اللّي كل لون منها على الناحية المقابلة مباشرةً من عجلة الألوان، مثل الأحمر والأرجواني.
    الألوان التكاملية تضيف أعلى درجة من التباين- Contrast، وعليه فلازم إنّك تستخدمها بحذر لتجنّب النشاز والتنافر.
  3. الألوان الثالثية:
    وهي الألوان اللّي كلّ واحد منها على بُعد متساوي في عجلة الألوان، وتُعرف ب « الألوان الصاخبة والرنانة». لذلك فالتوازن في استخدامها مطلوب.



3) السياق:
العلاقة بين الألوان وبعضها، وطريقة تفاعلها وتعاملها مع بعضها هو جانب مهم جدًا من نظرية الألوان. إدراكنا للألوان مبني في الأساسة على العلاقة بين برودتها أو حرارتها، وقيمة ودرجة تشبُّع الألوان.

لما تُستخدم الألوان مع بعض، فهي بتتفاعل مع بعضها وتغيّر بالضرورة إدراكنا وإحساسنا بها، في عملية تُعرف بالتباين المتزامن – Simultaneous contrast. فبرغم إنّ الألوان نفسها لا تتغيّر، ولكن الطريقة اللّي تُمزج فيها مع غيرها (لأن يندر استخدام لون واحد فقط) هي المؤثرة فينا، وسبب تغيير إدراكنا الحسّي للون. تباين المتزامن يكون عند أعلى درجة له لما يتم توظيف الألوان المتكاملة التي أشرنا لها في النقطة- رقم 2.

    leave a comment